تونسيات ينافسن الرجال في عالم تحكيم المباريات

تونسيات ينافسن الرجال في عالم تحكيم المباريات

وجاءت اللائحة الجديدة للحكام والحكمات الدوليين المعتمدين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والتي أعلنها الاتحاد التونسي الأسبوع الماضي، لتحمل مفاجآت سارة للفتيات اللواتي اخترن خوض غمار التحكيم ولتؤكد الاهتمام المتزايد الذي يوليه المسؤولون عن الكرة لمنح الفرصة للتحكيم النسائي للمنافسة على إدارة المباريات.

8 قاضيات ملاعب يصنعن الحدث

وضمت اللائحة الجديدة للحكام الدوليين الذين صادق عليهم اتحاد الكرة في تونس 22 حكما، من بينهم 8 حكمات نساء.

ومنذ صعود أسهم الحكمة درصاف القنواطي، ودخولها تاريخ كرة القدم في بلادها، في مايو 2017 عندما حظيت بشرف أول امرأة تدير مباراة كرة قدم للرجال في تونس، بدأ مجال التحكيم يستهوي الكثيرات سواء ممن مارسن كرة القدم وقررن خوض غمار التحكيم بعد الاعتزال أو ممن دخلن مباشرة عالم الصفارة تحت إشراف لجنة الحكام في الاتحاد التونسي للعبة.

وفي 2017، منح مسؤولو كرة القدم في تونس القنواطي، وهي حكمة دولية منذ 2015 فرصة إدارة مباراة للرجال ضمن دوري الدرجة الثانية، بين الملعب التونسي وجمعية جربة.

لكن القنواطي البالغة من العمر 36 عاما، شقت طريقها بثبات في عالم يبدو صعبا على الجنس اللطيف، إذ أصبحت في يونيو 2019 أول امرأة حكمة تدير مباراة للرجال ولكن ضمن دوري الدرجة الأولى وذلك ضمن الجولة الأخيرة بين الترجي التونسي والنادي البنزرتي قبل أن تنال شرف تعيينها ضمن طاقم حكام نهائي كأس تونس بين الاتحاد المنستيري والترجي التونسي وذلك في سبتمبر 2020 .

وعن شرف تعيينها في عدد من المباريات الرجالية وضمن مسابقات هامة في تونس، قالت القنواطي إن ذلك التعيين لم يكن تتويجا شخصيا فقط لمجهوداتها في ذلك الموسم 2019/ 2020، وإنما شرفا كبيرا يشمل كل حكمات كرة القدم في تونس والمرأة التونسية والعربية بوجه عام.

وفي تصريحها لسكاي نيوز عربية، أكدت قنواطي، التي أدارت عديد المباريات الدولية وآخرها كأس أمم إفريقيا للسيدات في المغرب في يوليو الماضي: “عندما مثلت التحكيم النسائي في مباراة نهائي الكأس في 2020، لم يكن الأمر هينا، كان ذلك بمثابة تحد خاص ورسالة في الآن نفسه بأن المرأة التونسية والعربية قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية في شتى المجالات، أشكر كثيرا الاتحاد التونسي برئاسة وديع الجريء على هذه الثقة التي كانت حافزا لي لمواصلة العمل بهدف البروز في مسابقات أكبر، علي أن أشكر مسؤولي لجنة الحكام الذين كانوا يشجعونني بعد كل مباراة، هذه الثقة حفزتني لأرسم لنفسي مسيرة تحكيمية لافتة”.

وكشفت الحكمة التي كانت حاضرة باستمرار في طواقم تحكيم عدد من مباريات الدوري الممتاز في تونس أن حلمها هو أن تدير يوما ما مباراة ضمن نهائيات كأس العالم.

ودخلت القنواطي عالم التحكيم في كرة القدم في 2011، قبل أن يقع اختيارها ضمن القائمة الأولى لحكمات كرة القدم لإدارة مباريات الشبان والدوري النسائي آنذاك، ثم تدرجت في الأصناف لتكون إدارة مباراة الملعب التونسي وجمعية جربة في 2017 منعرجا أول على طريق النجاح والبروز.

منافسة مشروعة

بدورها صنعت الحكمة المساعدة هدى عفين الحدث الأسبوع قبل الماضي عندما ساهمت في إدارة مباراة نهائي كأس تونس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى.

وعين الاتحاد التونسي لكرة القدم هدى عفين، الحكمة الدولية المساعدة ضمن طاقم حكام المباراة التي قادها حكم الساحة يسري بوعلي، لتكون بذلك أول حكمة مساعدة تظهر في نهائي الكأس على امتداد تاريخ المسابقة.

كما شاركت عفين في عديد المسابقات الكروية للرجال والنساء وكانت حاضرة في مباراتي التوجو وأوغندا ثم المغرب وأوغندا ضمن كأس أمم إفريقيا للسيدات بالمغرب.

بدوره أشاد رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء بما اعتبره تألقا لافتا لحكمات كرة القدم في تونس ومن ورائه تألق المرأة التونسية بشكل عام.

وحول صعود أسهم حكمات كرة القدم وتعيينهن باستمرار في المسابقات العربية والإفريقية، قال الجريء عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: “التحكيم النسائي في تونس ما انفك يحقق مكاسب كبيرة، طاقم التحكيم الذي أدار باقتدار مقابلة نادي حمام الأنف بأمل حمام سوسة ضمن نهائي بطولة الدرجة الثانية أكد قناعة راسخة وهي أن المرأة التونسية بإمكانها التألق في جميع المجالات”.

وهنأ الجريء الحكمات الدوليات والصاعدات مشيدا بدور رئيسة لجنة التحكيم النسائي، قائلا: “شكرا لدرصاف القنواطي وهدى عفين و رحمة العلويني و ميساء بن نجيمة على حسن تشريفهن للتحكيم وللمرأة التونسية، ولرئيسة لجنة التحكيم النسائي منية البدوي على عملها القيم في الإحاطة بالحكمات.”

ويتجاوز عدد حكمات كرة القدم في تونس 30 حكمة من بينهن 8 دوليات فضلا عن حكمات محليات يتم الاستعانة بهن في دوري الكرة النسائية وأخريات يقتصر ظهورهن على مباريات دوريات الشبان وأكاديميات التكوين.

اترك تعليقاً