بعد الاستفتاءات.. ما مصير المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

بعد الاستفتاءات.. ما مصير المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع روسيا بعد الاستفتاءات التي نظمت في 4 مناطق أوكرانية، مضيفا “اعتراف روسيا بنتيجة الاستفتاءات الزائفة على أنها طبيعية وتطبيق سيناريو شبه جزيرة القرم في هذه المناطق، ومحاولة ضم أراضٍ أوكرانية لها، كل هذا لا يتعين علينا التفاوض معها”.

وطوال مراحل التفاوض الـ6 بين روسيا وأوكرانيا، كان الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا واحدًا من أهم شروط موسكو في المباحثات، ونقطة خلاف كبيرة بين طرفي الصراع.

والآن وبعد إعلان روسيا تأييد المناطق الأوكرانية الأربعة للانضمام لها، يطرح تساؤلا حول مصير المفاوضات.

ترجيح كفة روسيا

تمنح نتائج الاستفتاءات دفعة معنوية لروسيا والموالين لها في المناطق الأوكرانية الأربع، خاصة أن هذه المناطق تنضم لشبه جزيرة القرم التي صوتت بنفس النتيجة في عام 2014.

  • في 23 سبتمبر، أعلنت روسيا إجراء استفتاءات في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا، شرقي أوكرانيا، للتصويت للانضمام إلى موسكو.
  • في 27 سبتمبر، أعلنت السلطات الموالية لموسكو في خيرسون تأييد 87.05 في المئة من الناخبين للانضمام لروسيا.
  • وصوت في زابوريجيا 93.11 في المئة من الناخبين لصالح الانضمام لروسيا.
  • وأيد الناخبون في لوغانسك بنسبة 98.42 في المئة فكرة الارتباط بموسكو.
  • وجاءت نتيجة دونيتسك تصويت 94.75 في المئة لصالح الانضمام لروسيا.

ما قبل الاستفتاء

قبل نتيجة الاستفتاءات، أطلقت موسكو تحذيرات مباشرة لأوكرانيا والغرب للحث على أهمية العودة للتفاوض، وفي المقابل لم تبدِ الولايات والمتحدة وأوكرانيا أي تجاوب معها، بينما تبنت أوروبا سياسة التهدئة.

  • في مطلع سبتمبر، حمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أوكرانيا، مسؤولية عرقلة استئناف التفاوض والتوصل لاتفاق لوقف القتال.
  • في 5 سبتمبر، أشارت روسيا إلى إمكانية عودة العلاقات مع الغرب إلى طبيعتها في وقت ما عبر التفاوض.
  • في 11 سبتمبر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده لا ترفض إجراء أي مفاوضات مع أوكرانيا.
  • في 12 سبتمبر، شدد زيلينسكي على أنه من المستحيل التفاوض لإنهاء الحرب، وأنه لا يثق في روسيا.
  • في اليوم نفسه، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، أن الإنذارات النهائية مجرد تمهيد بسيط لما سيطلب في المستقبل، وهو استسلام كييف التام لشروط موسكو.
  • في 13 سبتمبر، حث مفوض السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أوكرانيا، على بدء المفاوضات في أقرب وقت ممكن مع روسيا.
  • في 22 سبتمبر، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة التمسك بمساعدة أوكرانيا لحماية أراضيها وليس لمهاجمة روسيا، وأن أوروبا ليست في حرب مع موسكو.
  • في 23 سبتمبر، أشارت الخارجية الروسية إلى أن الولايات المتحدة غير قادرة على التفاوض، وتدفع كييف بالتعاون مع لندن لنقل العمليات العسكرية للأراضي الروسية.

مسار المفاوضات

ردا على سؤال هل تعود المفاوضات مجددا، يقول الخبير في العلاقات الدولية عبد المسيح الشامي، إن المفاوضات اليوم أصبحت أكثر تعقيدا وصعوبة من أي وقت مضى لسببين:

  • السبب الأول يتعلق بأن المقياس للعودة للتفاوض هو ميدان المعركة، ووفقا للتطورات الأخيرة من تقدم أوكراني في الجنوب والشرق، واقتراب روسيا من إعلان ضم المناطق الأوكرانية الأربع، يؤكد أن نقطة التوصل لحل سياسي والعودة لطاولة المفاوضات ما زالت بعيدة.
  • السبب الثاني هو أن القرار في يد الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما غير حريصتين على التفاوض، وكانت الجولات السابقة مجرد استهلاك إعلامي فقط، فالنهج الأميركي-البريطاني يتبع الخيار العسكري بضخ الأموال والأسلحة لكييف، ويميل أكثر للحرب من التهدئة.
  • وضح الشامي في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الطرف الوحيد في الغرب الذي يريد التفاوض، لأنه الأكثر تضررا من الحرب، هو أوروبا، فرغم تقديمها الدعم لكييف على المستويين العسكري والسياسي، لكن ليست لديها مصلحة لطول أمد الحرب، لأن عواقبها تصبح كارثية عليها.
  • ويضيف: “رغم مساعي أوروبا لاستئناف المفاوضات فإن الاستفتاءات تجعلها أكثر تشاؤما حول جدية عودة المباحثات مع روسيا”.

قواعد التفاوض

  • تصبح نتيجة الاستفتاءات هي “عقدة المنشار” في نقاط التفاوض، فالمقاطعات الأوكرانية أصبحت أراض روسية من وجهة نظر موسكو وخارج النقاش في المفاوضات، وفي الوقت نفسه لا يعترف الغرب بالنتيجة، حسب الشامي، الذي يؤكد على اختلاف قواعد اللعبة بين الطرفين وابتعادهما عن نقاط التفاهم.
  • أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، تقديم بلادها وألبانيا مشروع قرار لمجلس الأمن لإدانة روسيا بسبب الاستفتاءات في 4 مناطق بأوكرانيا.
  • وأكد المستشار الألماني أولاف شولتز، أن بلاده لا تعترف بنتائج الاستفتاء، وألمح الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على المراقبين من دول الاتحاد الأوروبي على الاستفتاءات، واصفا الأمر بأنه غير قانوني.

اترك تعليقاً